لا يمكن الحديث عن القدس أو التطرق لها في أي محفل دون وضع شقّها الفلسطيني تحت المجهر. فنحن في مؤسسة موسم الثقافة في القدس نؤمن بالاخر، نؤمن بالمساواة والفرص المتكافئة، فالقدس ليست حكرا على أحد، إنها الأم الحاضنة للكثيرين بعيدا عن أعلامٍ وشعارات تحجمها. هذه المسؤولية تُرجمت على أرض الواقع بأن تنال المدينة حصة الأسد من جدول أعمال المؤسسة على مدار العام والتي نُتوجها بمهرجاننا الفنيّ كل صيف؛ مهرجان "مقدّسة".
ففي دائرة شرقيّ القدس قمنا بعمل دراسة لبحث التحديات ومحاولة فهم الإحتياجات الخاصة للمجتمع الفنيّ الفلسطيني في المدينة، فمجتمعنا الفلسطيني في القدس يُعتبر من أهم ركائز المجتمع المقدسي ككل ولا يمكن تجاهله أبدا وخاصة عند الحديث عن الفن والثقافة.
كما أننا ندأب على مدار العام بتنظيم لقاءاتٍ وفعاليات دورية تجمع فناني المدينة كلٌّ في مجاله المختلف وتتيح لهم فرصا للتعارف وإذابة الحدود، للتواصل وتبادل كل ما هو فنيّ وإبداعيّ وربما خارج عن المألوف ، وفي بعض الأحيان كاسر للتابو المعهود ضمن رؤيةٍ فلسطينية المنظور، فنحن نؤمن بأن الفن هو أداة يمكن أن تساعدنا على التخيل، خلق واقع أكثر انفتاحا، وقادر على إحداث تغيير إيجابيّ في المدينة المقدّسة فهو يقلّص الفجوة بين أصحاب المشهد الفني المقدسي إن كان على صعيد شرق المدينة وغربها، أو حتى على الصعيد العالمي، ويُعرِّف الآخر بهويتنا المقدسية الفلسطينية المميزة.
يقوم أفراد الدائرة أيضا بتوفير منصة مفتوحة لجميع الفنانين المقدسيين للتعبير وإطلاق إبداعاتهم الفنية، بما يتناسب و طبيعة النسيج للمجتمع الفلسطيني في القدس وبشكل يخدم المصلحة العامة ويلبي ما يتوقعه الجمهور من محتوى فني ضمن أعلى المستويات والمعايير، مع الحفاظ على مبدأ الكفاءة الثقافية الذي يأخذ بعين الإعتبار الإحتياجات والتحديات التي يواجهها المقدسيّ يوما بعد يوم في مسيرته للحفاظ على هويته الفلسطينية في خضام كل تلك المُركّبات التي تشكل القدس ككل.
يكفي أننا مقدسيون، نسكن في أطهر بقاع العالم وأكثرها قدسية، نحمل نيشان الولاء لمدينتنا ونجوب به العالم ناقلين رسالتنا لكل من نصدفه في رحلتنا الطويلة، يكفي أننا أصحاب قضية سامية، حتى وإن أُجبرنا على حملها رغما عن أنفنا إلا أننا نعرف جيدا كيف نحيا معها وفيها، نتذوق حلاوتها ومرارها، و ننهل ما فيها من خير. سبّاقون إلى المحبة، الخير، السلام وقبول الآخر، تذكروا دائما وأبدا بأن القدس هي وحدها التي تحتلّنا وتحررنا وتوحدنا حول حُبنا المشترك لها.
هل تريدون معرفة المزيد عنا ؟
من الأفضل لكم التحدث مع ريمان، إنها مقدّسيةٌ أصيلة جذورها راسخةُ في تراب المدينة لأجيالٍ خلت .